10/10/1429هـ (بمناسبة العام الدراسي الجديد) جامع الحجيرات
الحمد لله مدبر الليالي والأيام ، ومصرف الشهور والأعوام ، الملك القدوس السلام ، المتفرد بالعظمة والبقاء والدوام ، المتنزه عن النقائض ومشابهة الأنام ، يرى ما في داخل العروق وبواطن العظام ، ويسمع خفي الصوت ولطيف الكلام ، اله رحيم كثير الإنعام ، ورب قدير شديد الانتقام ، قدر الأمور فأجراها على أحسن نظام ، وشرع الشرائع فأحكمها أيما إحكام ، بقدرته تهب الرياح ويسير الغمام . وبحكمته ورحمته تتعاقب الليالي والأيام . أحمده على جليل الصفات وجميل الإنعام ، وأشهد أن لا اله إلا الله الذي لا تحيط به العقول والأوهام ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله أفضل الأنام ، صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبه أبي بكر السابق إلى الإسلام وعلى عمر الذي إذا رآه الشيطان هام ، وعلى عثمان الذي جهز بماله جيش العسرة وأقام ، وعلى علي الفدائي الضرغام ، وعلى سائر آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان على الدوام . وسلم تسليماً كثيراً .
أما بعد ..
فأوصيكم عباد الله ونفسي المقصرة بتقوى الله في السر والعلن (ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً)
أيها المسلمون :
فها نحن نعيش الساعات الأخيرة من الإجازة الصيفية والشوق واللهفة لغد مشرق بإذن الله تعالى حينما يتوجه في الغد إخواننا وأبناؤنا وبناتنا للمدارس وقلاع العلم والمعرفة .
وبهذه المناسبة لنا وقفات أسأل الله أن ينفع بها القائل والسامع إنه على كل شيء قدير
الوقفة الأولى أيها المسلمون...
1
انقضت الإجازة التي شرفها هذا العام شهر الصيام،شهر رمضان المبارك 0الذي مضى ، وقد أحسن فيه أناس وأساء آخرون، وهو شاهد لنا أو علينا بما أودعناه من أعمال، شاهد للمشمرين بصيامهم وقيامهم وبرهم وإحسانهم، وعلى المقصرين بغفلتهم وإعراضهم وشحهم وعصيانهم أناس قصروا فلم يعملوا إلا القليل 0 انقضت الإجازة وقد حوت أحداثاً وعبراً 0فتأمل أخي المسلم : كم ودعت فيها من حبيب وكم فارقت من قريب ؟مات أقوام وولد آخرون ، شفي أناس ومرض أناس ، واغتنى قوم وافتقر أقوام ،وربنا كل يوم هو في شأن ونحن نودع الإجازة التي تشكل جزءاً من حياتنا،فما أحرانا أن نتحسر على أيامٍ أضعناها وأوقات تركناها ، ذهبت بما حملت ،ولنرى في حال السابقين من أسلافنا كيف ينظرون إلى هذه الأوقات وماذا عملوا فيها ،مضت أيام الإجازة وانقضت،والأيام إذا انصرفت لا تعد ، تمتع في هذه الإجازة من تمتع ، فاستفاد منكم من استفاد وخسر منكم من خسر ، كم من شاب رأيناه في الإجازة يتلو كتاب الله ويحفظه وآخر قضاها في برالوالدين وصلة الأرحام وروّح عن نفسه بكل ماهو مباح. وهناك من كان في إجازته مبارزاً للواحد الديان بالمعاصي والآثام ، فسهر وفسوق وانحلال فيما يغضب الواحد الديان ، فاليوم أدعوكم لمحاسبة النفس حتى يخف عليكم الحساب غداً حين يُنادى المؤمن يوم القيامة فيضع الله عليه كنفه وستره عن أعين الخلق فيقرره بذنوبه : أتعرف ذنب كذا في يوم كذا ؟ فيقول : نعم ، فيقول الله عز وجل أنا سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ، وأما الكافر المنافق فينادى عليه على رؤوس الخلائق والأشهاد هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ نقف اليوم أيها المسلمون ويا أيها الشباب لا لنحاسب أنفسنا لأن غداً الشهود
كثير ، فان كنت في الدنيا قد تهرب من عقاب المسئول بالحيلة والواسطة وغير ذلك ، فغداً من سيدافع عنك إذا تجمع عليك الشهود ، وأعظم شهادة.. شهادة رب العالمين مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا يوم تشهد الملائكة إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ «17» مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ وأين أنت من شهادة الجوارح الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ وكيف بك بشهادة جلدك الذي يكسوك وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وأين أنت من شهادة الأرض التي تحدث أخبارها ، قالوا يا رسول الله ما أخبارها ؟ قال «أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها ، تقول : عملت كذا وكذا يوم كذا وكذا» .
هذه الإجازة قد ولت وها هي الدراسة قد أقبلت فافتحوا صفحة جديدة بيضاء واستغفروا ربكم على ما فات .
الوقفة الثانية : مع أولياء الأمور الآباء الأفاضل :
انتم شركاء للمدرسة في مسئوليتها ، فليست مسئولية الآباء توفير الدفاتر والأقلام ولكن دورهم أعظم وأكبر .
الله .. الله أيها الآباء في أدب أبنائكم ، احرصوا على إرضاعهم الأدب قبل العلم فلا قيمة للعلم بدون أدب ، فهذه أم الإمام مالك رحمه الله ورحمها لما كان صغيراً ألبسته أحسن الثياب ثم قالت له يا بني اذهب إلى مجالس ربيعة واجلس في مجلسه وخذ من أدبه قبل أن تأخذ من علمه .
فنشأ على الأدب الرفيع ،أجيال يخلف بعضها بعضاً ، تعرف للعلماء والمؤدبين قدرهم ، حتى يقول الإمام الشافعي رحمه الله وهو تلميذ للإمام مالك : يقول : كنت أصفح يعني أقلب الورقة بين يدي مالك رحمه الله صفحاً دقيقاً هيبة له لئلا يسمع وقعها ، وهذا الربيع بن سليمان رحمه الله وهو من تلاميذ الشافعي يقول : «والله ما تجرأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إلى هيبة له » . وكان الإمام الحافظ شعبة بن الحجاج رحمه الله يقول :«كنت إذا سمعت من الرجل الحديث كنت له عبداً ما دام حياً» وكان الإمام أحمد رحمه الله وهو تلميذ للشافعي يقول لابن الشافعي : «أبوك من الخمسة الذين أدعوا لهم كل سحر» .
معاشر الآباء ...
الله ... الله في حقوق المعلمين والمعلمات ، واغرسوا في نفوس أبنائكم حب معلميهم واحترامهم وتقديرهم .
إن من الآباء من يتكلم بكلام فيه إنقاص من قدر المعلم أو المعلمة أمام مسامع الأبناء ، فوالله إن فعل أحدكم هذا ماذا يبقى للقدوة وماذا يبقى للتعليم وماذا يبقى لهيبة العلم والمعلم والتعليم ، لما أساء بعض الآباء في قلة تقديرهم للمعلمين نتج لنا جيل يلعن المعلم ويضرب المعلم ويتلف ممتلكات المعلم .
يا أيها الآباء : أعينوا أبناءكم على مشاق العلم ومتاعبه فهذا سفيان الثوري العالم المشهور لما كان صغيراً وقد توفي والده وله أخوة رأى أن يترك العلم والدراسة ليطلب العيش والرزق قالت له أمه جزاها الله خيراً : أي بني اطلب العلم أكفك بمغزلي ، فانطلقت الأم تغزل وتكافح وانطلق سفيان يتعلم العلم حتى أصبح سفيان علمٌ من أعلام المسلمين الكبار وكل ذلك في ميزان تلك المرأة الصالحة .
ألا وان بعض الآباء قد يشغل ابنه عن علمه وتحصيله لما فسدت النية في العلم حتى ينصرف الابن عن العلم بالكلية .
أيها الآباء : لا تتركوا الحبل على الغارب لأبنائكم يمكثون في الشوارع ما شاء لهم ومع من شاؤوا وفي أي مكان شاؤوا يتعلمون من الشوارع ما يفسدهم ويضرهم ولا ينفعهم.
فاحفظوا أوقات أبنائكم واضبطوها وكونوا أعيناً تربيهم عن قرب وعن بعد .
عليك أن تعرف جلساء ابنك وذهابه وإيابه ، عليك صحبة ابنك للمسجد ومجامع الخير ، علمه مكارم الأخلاق مرة بعد مرة ويوماً بعد يوم ، صوب خطأه واشكر صوابه واعلم أن تربيتهم جهاد أي جهاد.
يا أيها الآباء أقولها لكم فاحفظوها : انتم محتاجون أبناءكم إذا دخلتم قبوركم ، فإحسانكم لتربية ابنائكم هو عمل صالح مستمر لكم بعد موتكم ، إن الصلاة والصيام والذكر والقرآن وكل خير زرعته في أبنائك لهو أُجور لك بعد موتك ، والعكس بالعكس فكل شر كنت سبباً في تعليمه لأبنائك من خلالك أو من خلال جهاز أو فضائيات سمحت بها أو أحضرتها لهي سيئات تصب في ميزانك بعد موتك فاختاروا أيها الآباء ما شئتم .
يقول عليه الصلاة والسلام : (ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لها إلا حرم الله عليه الجنة) .
وأما الوقفة الثالثة :
فهي إلى من حملوا وظيفة الأنبياء في تعليم الناس قال () : (إن الله وملائكته ليصلون على معلم الناس الخير) .
إن المعلم والمعلمة إذا اخلصوا للأمة ولم يغشوها فهم يمشون في رحمة الله ورضا من الله بما يصنعون .
أيها المعلمون : أبناؤنا غداً يأتون بين أيديكم فالله الله في أبناء المسلمين إنهم أمانة كبيرة وحمل عظيم أعانكم الله عليها ، ألا وان أحسن ما يعينكم هو الإخلاص لله في أعمالكم فعمل بلا إخلاص لا بركة فيه والإخلاص ما كان في قليل إلا كثره ولا في يسير إلا باركه .
يا مشاعل النور والرحمة قدوتكم في التربية والتعلم هو المعلم الأول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم . قال معاوية رضي الله عنه (فبأبي وأمي ما رأيت معلماً كرسول الله : ما كرهني ولا ضربني ولا شتمني) وقال أنس () : (ما لمست حريراً ولا ديباجاً ألين من كف رسول الله () ولقد صحبته عشر سنين وأنا غلام ما قال لي يوماً أف ، وما قال لي لم فعلت هذا أو ألا فعلت كذا) .
وقال جرير () (ما لقيت النبي () إلا تبسم في وجهي) أن المعلم الذي يشتكي من سوء أدب طلابه هو في الواقع فشل في استمالة قلوب طلابه إليه برفيع أخلاقه ، على المعلم اليوم ألا يشتكي من أن جيل اليوم تغير والملهيات كثرت ، فقولوا لي بربكم أيها المعلمون ، ماذا ينفع تضرجكم وتبركم وشكواكم من سوء الأوضاع ، إنما هذا السوء في الأمة يدعوكم لبذل المزيد من الجهد والعمل وابتكار الوسائل المفيدة النافعة ، عليكم أن تزاحموا الشر الذي يحيط بأبنائنا ، واعلموا أن من أخلص نيته لله وعلم الله منه الإخلاص والرغبة الصادقة في الخير فان الله يؤيده ويسدده .
أيها المعلم .. إذا دخلت فصلك وأغلقت بابك ونامت عين المدير والمسئول وأولياء الأمور عنك ولم يعد إلا أنت وطلابك فتذكر ملائكة الرحمن بين يديك وان الله في عليائه مطلع عليك . لا يكن هم أحدكم متى تنتهي الحصة فالحصص ليست فقط دروس لما هو مسطر في الكتب ، بل أن الجانب التربوي هو شغلك الشاغل . لا تستخف بنفسك فكلمة تقولها بإخلاص يبارك الله فيها وينفع فيها عشرات السنين .
على المعلمين أن يكونوا قدوة لطلابهم ، فليس من المقبول أن تعلم طلابك ما أنت تنسفه بأفعالك ، إنها ضربة موجعة للتربية كيف بالمعلم أن يضيع صلاة الجماعة ويتهرب منها في المدرسة وغيرها ، كيف تعلم أبناءنا التمسك بسنة المصطفى () في لحيته وثوبه وأخلاقه وظاهره وباطنه ، ثم يأتي المعلم وينسف كل هذا بحلق لحيته وإسبال ثوبه وسوء أخلاقه وغيبته ونميمته للمدير والمعلمين وأولياء الأمور والطلاب
على المعلم أن يتمثل الإسلام في هيئته وتصرفاته ، فحوله عشرات الطلاب الذين يرقبون فعله وتصرفاته ويأخذونه قدوة لهم .
أيها المعلم : من دعى إلى هدى كان له أجر من عمل به إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ومن دعى إلى ضلالة كان عليه وزر من عمل به إلى يوم القيامة .
فاحرصوا معاشر المعلمين على تعليم أبنائنا كل خير وهدى وفضيلة وأخلاق فهي أبواب عظيمة من الأجور مفتوحة لكم ، لم تفتح لغيركم فاغتنموها .
أيها المعلم: مصادر الشر تغزو اليوم أبناءنا من كل مكان ما بين قنوات مدمرة للأخلاق إلى تقليد وذوبان في الشخصية إلى أفكار تتسلل إليهم من هنا وهناك يحتاجون من يجليها بصدق ووضوح.
على المعلمين والمعلمات اليوم أن يسابقوا الزمن في رفع مستوياتهم العلمية والثقافية ، عليكم أن تكونوا قارئين مثقفين واسعي الاطلاع ، فنحن اليوم في زمن الشبكة العنكبوتية سيكون ربما طلابك أفضل منك فلتسبقهم إلى المعرفة ولتستلم قيادة الدفة بدل أن تجد نفسك منقاداً مكسوراً مهزوماً .
معاشر المعلمين : الرفق ..الرفق في الأبناء ، ستجدون في أبنائنا تصرفات تنكرونها وسلوكيات ترفضونها وأفكار تتبرؤون منها .
فعليكم بمنهج النبي () في التعليم ، البسمة تأسر بها طالبك ، والحنان تملك به قلوبهم ، والمناقشة الهادئة البعيدة عن التشنج والتعصب ترفع الغبش عن العقول ، أطلقوا ألسنة أبناءكم للكلام فان أحسنوا فكافئوهم وإن أخطاؤا فقوموهم بالتي هي أحسن
وفق الله الجميع للخير والفلاح
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وللمسلمين انه غفور رحيم
============================
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين وصلاة وسلاماً على عباده الذين أصطفى ..
أما بعد ..
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله فإنها خير الزاد (وتزودوا فان خير الزاد التقوى)
أما الوقفة الرابعة : عباد الله :
فهي مع أحبائنا وقرة عيوننا ومهج أفئدتنا وأكبادنا التي تمشي على الأرض .
الأبناء والبنات ، الطلاب والطالبات ..
يا أبنائي ياإخواني إني لألتئم من أحدكم أجده حزين القلب كسير النفس . لماذا؟ لأن الدراسة غداً
أيها الأخ : ألم تر إلى دول الكفر قد سبقتنا في علوم الدنيا التي بها قوام الناس انظر إلى مسجدنا فهذا مصنوع في اليابان وآخر في أمريكا وثالث في أوروبا وغير في الصين ، ولم أجد شيء مصنوع يرفع له الرأس مصنوع من أوله لأخره في بلادنا ، من أسباب ذلك أنك تذهب غداً إلى المدرسة حزيناً .
هل علمت انه في كل ثانية وليس كل دقيقة اكتشاف وانجاز علمي ، هؤلاء ما وصلوا لهذا عبثاً ولكنها سنة الحياة من جد وجد ومن زرع حصد دهشت حينما علمت عن تجربة اليابان في التعليم ، بلدة بدأت من الصفر بعد أن دكت بالقنابل الذرية في يوم من الأيام ، وهاهي اليوم تتفوق على العالم وإذا أردت أن تطمأن إلى صناعة جيدة قيل لك إنها يابانية ، يدهشك ذلك إذا علمت أن الحكومة هناك لا تدفع ريالاً واحداً على التعليم ، فنفقات التعليم بدفعها أولياء الأمور وما يدهشك حقاً وتتعجب له أنه لا يجبر أي مواطن على دفع شيء ، إنما كله عن حبٍ ورضا نفس . أتظن أن الغرب هو تلك الموسيقى والأزياء والرقص واللهو . لو كانت هذه حياتهم كلهم ما رأيت كل هذا التطور والاختراعات والصناعات بل هذا ما صدروه لنا لكي نبقى نائمين غارقين في شهوتنا وتخلفنا مما جعلك تكره التعليم .
يا أخي إن أول ما نزل القرآن : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) وثناها (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ . أرأيت ديننا كيف يدعوك للقراءة والبحث والعلم ، بل يا أخي إن رسول الله () يقول لك : «من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً ، سهل الله له طريقاً إلى الجنة».
فأخلص نيتك في العلم واطلب العلم لترفع عن نفسك الجهل واطلب العلم لتنفع غيرك وأمتك واطلب العلم لأجل العلم لأن العلم زينة . انك ما ترى عالماً في أي مجال إلا والناس يكنون له الاحترام والتبجيل لا تطلبوا العلم لأجل الوظيفة ، فالوظيفة رزق والرزق بيد الله وحده واعملوا وجددوا فكلٌ ميسر لما خلق له .
يا طالب العلم : انك تتوجه غداً لقلعة من قلاع العلم فابدأ فيها بسم الله وعلى بركة الله ولتكن بدايتك جادة ولا تؤجل عمل اليوم إلى الغد فهذا طبع الكسول ومن كانت له بداية محرقة كانت له نهاية مشرقة ، ومن كانت بدايته رماد فالرماد لا يخلف إلا الرماد.
معاشر الطلاب ... عليكم بتقوى الله والصلاة فلا خير فيكم إذا ضيعتم الصلاة ، تجملوا بالدين والأخلاق ، واحترام المعلمين ، وحققوا لآبائكم ما يرجونه منكم فانه من البر وإن من العقوق أن تجعل قلب والديك يتحسران ويقلقان كل يوم .
عباد الله ..
إن على المجتمع عموماً أن يكون متعاوناً في سبيل التربية والتعليم كل فيما يخصه ، فليمتنع الحلاق عن قصات غربية علينا وليمتنع صاحب البقالة عن بيع الدخان لأبنائنا ولكبارنا أيضاً ، وليقدم المسئولون عن المقاصف ما يفيد أبنائنا ولا يضرهم على المجتمع أن يتحسس الفقراء والمساكين والأيتام ليقدموا لهم المساعدة ، على الميسورين أن يدعموا المدارس بكل ما يستطيعون فهي أوقاف تجري عليهم حسناتهم.
ثم صلوا وسلموا على البشير النذير والسراج المنير سيد الخلق أجمعين :
• اللهم أعز الإسلام .
• اللهم أصلح ذرياتنا واجعلهم يا إلهي صالحين مصلحين هادين مهتدين مباركين أينما كانوا . يا رب العالمين ؟
• اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته .
• اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان يا رب العالمين .
• اللهم حلنا بالإيمان وارزقنا سكنى الجنان عندك يا واحد يا ديان .
• اللهم أصلح ولي أمرنا وخذ بناصيته للبر والتقوى ، اللهم واجعل له بطانة وحاشية صالحة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر يا رب العالمين .
• ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين