مــــا بالهـــا أقبلت مــن غيــر توقـيت تسير مــابين تصـــفيق وتصـــويت
رأيتهـــا لارعـى الـرحمــن صورتهـا ** انســـانة أقبــلت في جسم خرتيـــــت
في وجهــــا صورة للمكـــر بــــارزة ** كأنهـــا حيـــن يبـــدو وجه عفـــريت
كأنهـا حين تبدو لناظرها شيطـــانـــة ** خــرجت مــــن بطــــن تــــابـــــــوت
مــن أين جاءت ؟ روى الراوي لنـــا ** خبراً بأنها من سلالات ابن مسحوت
أمــا ابن مسحوت فالنســـابة اتفقــوا ** بـــأنه جـــاء من أصلاب ابن مغلوت
وحـــدثتنـــا الروايـــات التــي رويت ** بأن مفلــوت ممــن صــــادروا قــــوتي
وأنهـــا انحـــدرت من صلبه ونمــت ** نمـــو شـــــوك وزقــــوم وحــلتـــــيت
وأنهــا ولــدت والليــــــل مكتئــــــب ** مــابيـــن مــــدخــل سـرداب وحــانوت
وحدثـتنـــا عــــن التخثير في دمهــا **** وأنهــــا مــــن بقـــايا جيــش جــــالوت
وأنهـــا لــم يســر في دربهـا أحـــد *** إلا وضــــاع ولــــم يـفــــرح بخــــريت
لــو كنت املك يــــوماً أن أزوجهــا *** لكنــــت زوجتهــــا مــن وحــش تكـريت
فــــربمــــا اغتالهــــــا ليلاً وحنطها *** كمـــا تحنــط أشبــــاح العفــــاريـــــت
وربمـــا ســربت فــي جــوفه حممـاً *** مـــن ريقهـــــا فتــــوارى في التوابيت
لو تنطق الأرض قالت حين تبصرها *** تـمشــي ملفلفة فـــي جنحهـا مـــــوتي
طــاف الممـالك لم تصر كمنظرهــــا *** ولامشـــابــــه قبـــح عيـــن يـــاقـــوت
كــأنما وجههـــا من ســـوء طلعتـــه *** هـــو القفـــا وقـفـاهـا وجــه مسبــوت
ثيـــابها قصــرت حتى غـــدت مثلاً *** لكـــل ثـــوب قبيـــح النســج ممـقــــوت
حــوت يسير عـلى رجـلين حملتــــا *** بجثــــة ، فـتـــأمـــل مشيــــة الحــــوت
أعـــوذ بالله من ســاقين مـــامشتــا *** إلا لــزرع خــلافــــــات وتشـتيـــــــــت
كأنما هي سعلاة لها شفة مقــــلوبة ،*** الصقـــت فــــــي وجـــــــه منحــــوت
في ذهنها فعل أمريكا التي فعلـــــت *** فعـــل الجــــوارح في زغب الكتــاكيت
وعندها سيف أمريكـا تريق بـــه دم *** الضعيــف وتحـمـي رأس طــاغـــــــوت
لابــأس في عرفها من قتل كوكبـــة *** مــن الصغــــار ومـــن جـــور وتبكــيـت
وليس يـــزعجهـــا هدم البيــــــوت *** عـلــى سكـانهــا وانتقاص الماء والقوت
ولا يضايقهــــا غـــدر اليهود بنــــا *** ونـقـضهــم عـهــد هـــاروت ومـــاروت
وحــرق مسجدنا الأقصى يروق لها *** فكـــم تجـــود ببــــــــارود وكبــــريــــت
سفينــة الغدر مازالت تخوض بهــا *** محيــــــط أطمــــاعـهـا والظـالم النـوتي
تصغــــــي إلى قول أفاك يبادلهـــــا *** زوراً بــزور لا تصــغــي لمــــــــــكبوت
تدعوا لحفظ حقوق الناس وهي على *** سلــــب الحقوق تصب الخل قي التوت
صـــاغت لنا صــورة المأساة كاملة *** مــــابين مسجـــــدنا الأقصــى وبيروت
ســألت عن قلب أمــريكا فــــحدثنـي *** صــلب الحـــديد بــأخبـــار الدينـــاميت
فقـلت يــــارب جنبنا مكـــــــائدهــــا *** واكتب لنا النصر في حفظ اليـواقيــــت
يا كفر جـــــالوت لا تفـــــرح فسوف *** تــرى ما سوف يصنعه إيمان طــالوت
د. عبد الرحمن العشماوي